لماذا نشتري؟
أن تكون مستهلكاً فهذا يتعلق باحياجاتك وإرضاءها من خلال اختيار وشراء واستخدام منتج أو خدمة. هذه الحاجات تتنوع كما يتنوع المستهلكون أنفسهم، على الرغم من وجود متطلبات أساسية لكل البشر، كالمأكل والملبس والمسكن.
هذه المتطلبات يتبعها احتياجات شخصية يحددها الفرد من خلال أسلوب حياته والذي تمت صياغته واعداده من قبل ثقافته، مجتمعه ومقربيه وحتى فصله الدراسي.
أسلوب الشراء هذا في الغالب مدفوع بما هو أكثر من المتطلبات الأساسية، فالطموح والرغبة تؤثران كذلك في قرار الشراء لدى المستكهلين. ضغط المجتمع قد يلعب دورًا مهما في هذا القرار، فسعي المرء ليرى نفسه مناسباً للمجتمع، أو بأن يرى نفسه أكثر نجاحا عن المحيطين هو ما يؤثر بشكل كبير على قرارات الشراء.
أن تفهم لماذا يشتري الناس وما يحفزهم لاختيار منتج عن منتج آخر هو المفتاح للتصميم بشكل صحيح وناجح للعلامات التجارية اليوم.
ماهي النزعة الاستهلاكية:
في قاموس أوكسفورد للغة الانجليزية استخدم مصطلح “النزعة الاستهلاكية” في إصدار العام 1960م، حيث يعرفه بأنه “التركيز على الانتفاع بالسلع الاستهلاكية أو الانشغال به”، ومع ذلك فالنظريات النقدية الحديثة تشرح المصطلح بربطه بنزعة الفرد إلى تحديد هويته من خلال علاقته بالمنتجات والخدمات التي يشتريها أو يستهلكها. هذا التوجه هو الأكثر وضوحاً لو نظرنا له في حالة امتلاك بعض السلع الفاخرة، كالسيارات الملابس والمجوهرات من قبل أناس مستعدون لبذل مبالغ طائلة لامتلاك منتج صُنع من قبل علامة تجارية معينة.
نظرية ثقافة الاستهلاك تجادل بأن الناس يختارون علامة تجارية عن أخرى لأنها تمثل هويتهم الشخصية، أو تلك الهوية التي يودونها.
في كتابها “ثقافة الاستهلاك” Celia Lury تستكشف مكان الفرد ضمن المجموعات الاجتماعية من خلال تقسيم هذه المجموعات بحسب الفئة، الجنس، العرق، السن ..إلخ، وترى كيف يؤثر هذا على طبيعة مشاركته في ثقافة الاستهلاك. حيث قامت بتحديد دور الاستهلاك وقوته في حياتنا، وكيف أن ثقافتنا الاستهلاكية المتطورة للغاية وفرت لنا طرقًا جديدة لصياغة هويات شخصية اجتماعية وسياسية. وكخلاصة وجدت أن هناك صلة مباشرة للدور الذي يلعبه التصميم؛ وتناقش أن ثقافة الاستهلاك باتت وبشكل متزايد أرقى من قبل، وأن الإبداع اليومي فيها بات من المتطلبات المهمة.
ترجمة بتصرف عن كتاب Creating a Brand Identity: A Guide for Designers
0 تعليق