هناك وجهات نظر عديدة لموضوع العلامة التجارية الشخصية، خاصة في الوقت الحالي مع تزايد عدد المستقلين حول العالم كنموذج عمل أفضل يقدم فيه الجميع خدمات لبعضهم البعض بناء على مهاراتهم وقدراتهم وزدادت معها حاجتهم لبناء علامة تجارية لهذه الخدمات، ومن مطالعتي مؤخرًا لفتتني وجهة النظر هذه، والتي قد يختلف معها الكثير من العاملين في مجال العلامات التجارية، خاصة المستفيدين من الأمر االذين قد لا يناسبهم هذا التوجه، فأردت وضعها ضمن المدونة هنا كفكرة تستحق التأمل فيها:
بدأ الأمر بهذا الشكل…
كان هناك وقت اعتمد فيه الناس في أعمالهم ومشاريعهم على أسماءهم، واقفين خلف المنتج الذي صنعوه والخدمة التي يقدمونها.
وكان لديهم الفخر بجودة عملهم.
لم يطالع هؤلاء شيئًا عن العلامة التجارية الشخصية “Personal Branding“، لم يستخدموا تويتر، وحتى في وقت مبكر من خمسينات القرن التاسع عشر، كانت العلامة التجارية الشخصية هي الطريقة التي تدير بها عملك.
بدأ الأمر مع أجدادنا:
جدي عَلِمَ بأمر العلامة التجارية الشخصية، في العام 1953، فقد افتتح محل Jimmy’s Drive In وأيضًا Jimmy’s Car Wash في مدينة بنما في فلوريدا (وكلاهما لا يزالان يعملان بشكل كامل ويدرَّان المال). في الصورة التالية ستجد صورة لبطاقة أعمال جدي الذي توفي العام 1963 بعدما افتتح 15 مطعمًا ومغسلتي سيارات قبل أن يبلغ سن السادسة والثلاثون، لا يزال أبي وعمي يديران أعماله، والتي تعتبر من أقدم مغاسل السيارات في البلاد.
كان وجهه وتوقيعه على قائمة الطعام وفي الاعلانات، وقد استحوذ على معجبيه منذ اللحظة الأولى التي قدم لهم فيها خدماته، لقد استوعب جدي قيمة الفلسفة التي طلق عليها “الـ 1000 معجب حقيقي”.
في تلك الفترة فهموا أن كل شيء يتوقف على المعجبين الذين يؤمنون بعلامتهم التجارية.
أصبحت العلامة التجارية ضخمة!
كل الشركات العظيمة التي ظهرت في بدايات القرن العشرين أُسِسَت بناءً على شخصية وقفت خلف منتجها، ودفعت بالصناعة إلى الأمام.
فكِّر في شخصيات مثل Ford Motor Company, Sears & Roebuck, J.C. Penney, and J.C. Whitney وهذه عينات بسيطة فقط.
ثم نسينا
ثم نسينا كيف أن نكون أصليين، وسعينا وراء نماذج الشركات الكبيرة الناجحة.
تم نسيان أسماء أصحاب الشركات. وأصبحت الشركات مجهولة ودون وجه يمثلها.
وأصبح ينظر إلى العلامة التجارية الشخصية وفكرة أن تضع نفسك في الواجهة أمر غير صائب ودلالة على الضعف.
وأصبحنا لكي نحب منتجاً علينا أن نؤمن به!
اشتر وجهاً، وأحصل على تأييد للمنتج
لكن كان على شخص ما أن يقف وراء المنتج.
اكتشفنا أن المنتج بحاجة إلى وجه.
فاستأجرت هذه الشركات متحدثين باسمها وسعت إلى الحصول على ترخيص للآخرين لبيع بضاعتهم وخدماتهم. فمايكل جوردان وكاثي إيرلاندا أيدوا منتجات بعينها بمقابل أجر مادي.
الإدراك
ثم أدرك المستهلكون أن هؤلاء المتحدثين الرسميين باسم المنتج كانوا هناك من أجل المال فقط.
بريتني سبيرز لم تصنع البيبسي. بل حققت أموالاً طائلة .
شعر المستهلكون بأنهم خدعوا!
وجدوا أنهم يريدون رؤية الحرفيين الذين صنعوا سياراتهم ، وليس المشاهير الذين يتقاضون أموالا للظهور في الإعلانات.
“إعادة الإحياء”
حاليًا نشهد انتعاشًا للمستهلكين الذين يشترون على أساس الجودة وليس السعر أو ما هو معروض على التلفاز، ونجد أصحاب الأعمال يسعون من أجل إعادة الجودة إلى السوق.
حاليًا نجد علامات تجارية تحاول سرد قصة منتجهم ومشروعهم، ولا تهتم ولا تكلف نفسها عناء الاستحواذ على سوق كامل، بل تخدم مجموعة محددة وصغيرة من العملاء المخلصين لها.
نجد أن أصحاب الأعمال أصبحوا يركزون على السعادة وعلى منتجاتهم واستدامتها، مع تركيز أقل على فكرة النمو المتزايد لأعمالهم، ولا على حملات التسويق ذات الميزانيات الكبيرة.
درس اليوم.
ما الخلاصة من كل هذا الكلام؟ ما الذي يمكن تعلمه من أخطاء الأجيال السابقة؟
لنبدأ بهذا: منتجك يتعلق بك وبقصتك أكثر بكثير من شعارك أو صفحة معجبينك على Facebook.
—-
مترجم بتصرف من تدوينة لـ Allan Branch
0 تعليق