فيما يلي بعض الحديث الذي أعجبني وجذبني من محتوى كتاب Rework الذي أصدرته شركة 37 إشارة (37signals) الشهيرة بتطبيق Basecamp وإبتكارها للغة Ruby on Rails البرمجية ومكتبتها، الكتاب يتحدث ليس فقط بشكل ثوري عن بيئة العمل، بل عن أمور كثيرة تتعلق بالشركات وأسلوب عملها ككل، لكن شخصياً ما كان يهمني هنا هو أسلوب العمل الداخلي. وهذا لا يعني أني أستطيع تنفيذ كل شيء.
– إبدأ شيئا، لا تنتظر حتى تتوفر لك الظروف حتى تتعلم كيف تنتج شيئاً ما، المخرج الشهير ستانلي كوبريك قدمها كنصيحة خاصة للمبتدئين، احمل كاميرتك وابدأ في صنع فيلم ما، لا تنتظر أحد، وعندما تبدأ في شيء فقد بدأت مرحلة تعلم جديدة. لن تتعلم الكتابة والتدوين مالم تبدأ مدونتك الآن وتنشر حتى وإن كانت مليئة بالأخطاء اللغوية، وبالتأكيد ستتعرض للهجوم، ثم ماذا؟ ستنتهي حياتك؟ افعلها.
– تقبل فكرة المحافظة على فوضى أقل، تلك الفوضى التي قد تتزايد وتتمثل في أشياء مثل الاجتماعات ومراحل العمل الطويلة التي تضعها لنفسك أو تضعها شركتك، وحتى برامج نظام التشغيل والقوانين الداخلية للشركة. بعض الشركات صار همها تنظيم العمل وتعقيد هذا التنظيم وتخلت عن هدفها الأساسي وهو ما تقدمه.
اجعل أمورك سهلة، إجعل الفوضى أقل لتستطيع تغيير أي شيء، تستطيع ارتكاب الأخطاء ومعالجتها بسرعة، تستطيع تغيير أولوياتك، منتجك، وحتى تركيزك، وأهم شيء تستطيع تغيير رأيك.– فكرة التعلم من الأخطاء أخذت أكبر من حجمها، يتداول الناس فكرة أن لا نجاح إلا من بعد فشل، وأن السبيل الوحيد للتعلم هو الفشل، وأن الفشل يكوّن شخصية المرء، حسنا هذا أمر مغلوط، أخطاء وفشل الآخرين لا يعنيك في شيء، كل حالة مختلفة عن الأخرى. ومن ناحية أخرى ما المقصود بالتعلم من أخطاءك؟ لا يوجد شيء ستتعلمه من خطأ سوى أن تتفادى هذا الخطأ مستقبلاً، لكن لو قارنته مع الذي تعلمته خلال نجاحك هو كل ما قمته به، إذا عملت على منتج ما ونجح فإن الذي تعلمته هو كل ما مررت به خلال عملية الانتاج، لقد تعلمت ما الذي سيجعل منتجك ينجح، فكيف يتم حصر التعلم بالأخطاء فقط؟
– الاجتماعات سم حقيقي، حسنا هذه لم استطع تلخيصها لأن كل كلمة فيها مهمة جدا، لذلك إن وجدت طريقة لإنجاز الأمور دون اجتماع كان أفضل. الاجتماعات تضيع للوقت والجهد، هدفها الرئيسي ليس أبدا اتخاذ القرارات، بل الاتفاق المبدئي على نقاط معينة. لماذا لا تكون الاجتماعات في الدقائق القليلة التي تلتقي فيها بالموظفين أثناء إعداد كوب من القهوة؟ أو وقوفًا في الممر بشكل سريع؟! المهم قلل الاجتماعات.
– لست بحاجة لعشرة موظفين، قد يفي ثلاثة بالغرض وتسليم الأعمال. كما أنك على الأغلب لست بحاجة لمكتب كبير، وتفاصيل كثيرة في الديكور، استفد من مشاركة مكتبك مع شركة أخرى. هل أنت بحاجة لقسم في تقنية المعلومات أم تستطيع توكيل العمل لطرف خارج الشركة؟! الأمور سهلة كما ترى، تستطيع الاستغناء عن أشياء كثيرة ولن تؤثر في عملك ولن تشغلك عن جودته.
– هناك دوما مزيد من الوقت لانجاز أشياء أكثر. حجة انعدام الوقت حجة باطلة، يمكنك بقليل من الجهد أن توفر ساعات أسبوعية لتعلم لغة جديدة، أو للعمل على مشروعك الجانبي الذي قد يتحول مستقبلا لمشروع حياتك. لا تنتظر “الوقت المناسب” لفعل الأشياء التي تريدها، لأنه لا وجود لوقت مناسب!
– اعرف جيدا ما تريده، أن تكون فردا طيعا ضمن القطيع هو أمر في الغالب لن يوصلك إلى أي مكان، عندما تعمل ضمن شركة جديدة عليك أن تعرف بالضبط لماذا تعمل مع تلك الشركة؟ ومالذي تود العمل عليه وما هي طموحاتك فيها؟ المشكلة تبدأ حين تقدم تنازلات لترضى عنك الشركة، والسبب في أنك عندما تحدد ما تريده فإنك ستصطدم مع الآخرين الرافضين لموقفك مما تريده. قد تواجه هذا كموظف ضمن شركة، حيث قد تعمل على أشياء لا تريدها ولا تحبها ثم تجدك تبتعد شيئا فشيئا عما جعلك تلتحق بهذه الشركة، ثم تقدم أيضا تنازلات يوما بعد الآخر لأنك مضطر لكسب المال لأجل العيش، والنتيجة أنك تختفي ويبهت نشاطك خلال سنوات قليلة. اتخاذ موقف واضح من عملك كموظف أو كشركة لها أسلوبها في العمل سيجعل الآخرين يصفونك بالوقح. لكن لا بأس بذلك 🙂
– تخلص من المقاطعات أثناء العمل، المقاطعات هي العدو الأول للانتاجية، ركز أثناء عملك، لن تصدق حجم الانتاجية التي قد تصل إليها إذا ركزت على عملك خلال ثلاث أو أربع ساعات يوميا دون مقاطعات، أغلق الهاتف، تجاهل محادثات العمل وحتى فنجان القهوة أو الشاي، لست بحاجة لإعداد فنجان قهوة كل ربع ساعة. عوّد زملاءك على احترام فترة الانتاج لديك. بسبب صعوبة الأمر في شركات تتطلب تواصلا يوميا ولحظيا بين موظفيها يلجأ البعض إلى الحضور قبل ساعات دوامهم بساعتين أو ثلاث ليكسبوا الوقت من أجل الانتاجية. (بالمناسبة أنا صفر حقيقي في هذا الموضوع، أشتت نفسي بسهولة تامة).
كم نحتاج لهذه النصائح كل فترة..
أجد النقطة الأخيرة فيها تحدي وهي واقعية جدا، من السهل أن نشتت بعضنا كفريق عمل سواء بسؤال في العمل أو سوالف جانبية..
تتفوق المقاهي ومساحات العمل الفردية في منح الشخص مستوى أعلى من العزلة وفي الوقت ذاته الشعور بوجود آخرين..
شكرا عصام على الملخص المفيد
التماهي مع الجو العام السائد في المؤسسة التي اعمل بها هو أكبر تحدي لي، لا أقصد التماهي الإيجابي بل السيء الذي يجعلنا من نحن؟ وماذا نريد ان نحقق ، كله بحجة كسب لقمة العيش 😖
شكرا لحضرتك معلومات مفيده جدا